إن تدبر القرآن الكريم هو أمر واجب على كل من يحمل عقلا يفكر به حسب ما يسمح به ظرفه وما يتيسر له من وقت فالقرآن ليس حكراً على أحد وهو كتاب أنزله الله لكل البشر وليس لفئة محددة من العلماء والمختصين; لذلك أدعو جميع إخوتي وأخواتي من القراء أن يعطوا شيئاً من وقتهم لتأمل آيات القرآن وأن يقدموا شيئاً لهذا القرآن أقل ما يمكن أن نتدبر القرآن عسى الله أن يرحمنا و أن يجعله شفيعا لنا يوم القيامة يوم يفر المرء من أقرب الناس إليه; فكل من لا يتدبر القرآن الكريم قلبه مقفل لا يدخله نور الإيمان ولو كان يظن نفسه أنه مؤمن ومن لم يصدق هذا الكلام ليقرأ قوله تبارك وتعالى: (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا) [محمد: 24] ;هذه وجهة نظر نقدمها للقراء للمناقشة وإبداء آرائهم ونحب من قرائنا أن يتفاعلوا معنا في مثل هذه المواضيع بهدف زيادة الإيمان ولكل من لديه علم ألا يبخل علينا به بشرط أن يكون منطقيا و موافق للقرآن ولا يجب علينا نحن كمسلمين أن نجلس و ننتظر من اليهود و النصارى أن يكشفوا لنا الحقائق والمعلومات وخصوصا نحن لدينا القرآن الذي تكفل الله تعالى بحفظه . ...................................................................................................................
هل كان إبليس من الملائكة أم من الجن ؟
من الأسئلة التي حيرت عقول الفقهاء و المفسرون ومازالت إلى الآن لم يجدوا لها جوابا وهى كالتالي هل كان إبليس من الملائكة أم من الجن ؟ ؟ فإن كان ملكاً فكيف عصى الله والملائكة لا يعصون الله ؟ وإن كان جنيا لماذا ذكر مع الملائكة و شمله أمر السجود لآدم ؟ وهل له اختيار الطاعة أو المعصية.!! أنا أرى أن الإشكال بين الفقهاء (ولقد قلتها سابقا في جميع المقالات التي كتبتها ) هو عدم التدبر العقلي للنصوص القرآنية بالإضافة إلى عدم الإهتمام بالقواعد العربية التي هي رسمية في النصوص القرآنية والتي إذا حذفت (القواعد العربية) إختلت معاني هذه النصوص القرآنية بكاملها
وفي البداية سنستعرض هذه النصوص التي وردت فيها الملائكة وإبليس ومقارنتها فيما بينها + قال الله تعالى : (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُوا لآِدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً)(الكهف) + و قوله تعالى (وَإِذۡ قُلۡنَا لِلۡمَلَٰٓئِكَةِ ٱسۡجُدُواْ لِأٓدَمَ فَسَجَدُوٓاْ إِلَّآ إِبۡلِيسَ أَبَىٰ وَٱسۡتَكۡبَرَ وَكَانَ مِنَ ٱلۡكَٰفِرِينَ)(البقرة) فمن هذه الآيات السابقة سنلاحظ أن ابليس مرة كان من الجن (فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ) ومرة كان من الملائكة (وَإِذۡ قُلۡنَا لِلۡمَلَٰٓئِكَةِ ٱسۡجُدُواْ لِأٓدَمَ فَسَجَدُوٓاْ إِلَّآ إِبۡلِيسَ) وقد جاء في الآيات أن إبليس خُلِقَ من النار بصريح العبارة و بالإعتراف بلسانه عندما سأله الله سبحانه وتعالى (وهو أعلم به) عن سبب رفضه السجود لآدم ، فقال ( أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ)(الأعراف) فيدل هذا على أنه كان من الجن وكلمة (الجن) في العربية (الأسلوب القرآني) هي المخفي (الإخفاء) ونجد هذا من القرآن نفسه في قوله تعالى ({فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَـذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لا أُحِبُّ الأفِلِينَ)(سورة الأنعام) فلما جن عليه الليل أي أخفاه الليل بظلمته فلم يعد يرى من شدة ظلمة الليل وفي القرآن استعملت هذه الحروف (ج , ن) لتدل على كل ما هو مخفي فنجد كلمة (جهنم)و(الجنة) تتكون من هذه الأحرف لأنها مخفية عن العيون الفانية في الدنيا وتراها العيون الخالدة في الآخرة و كذلك سمي الولد في بطن أمه جنين لأنه مخفي في أحشاء أمه وكذلك المجنون سمي ذلك لأن عقله مخفي عن الإدراك والجان كذلك هو مخلوق مخفي
وقد اختلف الفقهاء حول أصل خلقة الملائكة هل هي من نار أم من نور أنا أرى والله تعالى أعلم أنها من نار نظرا لتشابهها في الخصائص التي يتمتع بها الجن مثل التخفي والتشكل على هيئات مختلفة إلا أن الملائكة تتمتع بقوة أكبر من الجن بكثير ولو افترضنا أن الملائكة مخلوقة من النور ستتشابه في هذه الصفة (النور) مع صفة الله سبحانه وتعالى الذي هو نور السموات والارض والله سبحانه وتعالى ليس كمثله شيء وسيختلط الأمر على ضعاف العقول و سيقولون كما قال الكفار في قوله تعالى (وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَبًا ۚ وَلَقَدْ عَلِمَتِ الْجِنَّةُ إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ) ولذلك فأنا أرى و الله تعالى أعلم أن الجان ينقسم إلى قسمين صنف الملائكة و صنف الجن نظرا للتشابه بينها في التخفي و التشكل على هيئات مختلفة و الطيران في الجو إلا أن الإختلاف بينهما في الطاعة و المعصية فصنف الملائكة هي مخلوقات طائعة بالفطرة وليس لها القدرة على المعصية لقوله تعالى (عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ )(التحريم) فلا يمكن أن يعصي الملائكة ربهم لأنهم معصومون من الخطأ ومجبولون على الطاعة ,أما الجن فلهم حرية الإختيار مثل الإنس بالطاعة أو المعصية وأنهم ينالون الجزاء حسب اختيارهم الطاعة أو المعصية وذلك على لسان الجن في قوله تعالى (وأنّا لمّا سمعنا الهدى آمنّا به فمن يُؤمن بربه فلا يخاف بخساً ولا رَهَقاً وأنّا منّا المسلمون ومنّا القاسطون فمن أسلم فأولئك تحروا رشدا وأما القاسطون فكانوا لجهنم حطبا ) .
ومن هذا يتبين لنا حقيقة وجود المخلوقين المكلفين بالعبادة وهما الجان و الانس لقوله تعالى ﴿وَمَا خَلَقْتُ وَالْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ﴾ وأن المخلوق الأول(الجان) ينقسم إلى صنف الملائكة وهي مجبورة على العبادة بالفطرة و صنف الجن الذي له حرية الإختيار في العبادة وهناك المخلوق الآخر وهو الانس الذي بدوره له حرية الاختيار في العبادة غيرأن المخلوق الأول (الجان) مقدم في الوجود على المخلوق الثاني (الانس) لقوله تعالى (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ. وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ مِن نَّارِ السَّمُومِ) وبالتالي فإن الجان بصنفيه الملائكة و الجن مخلوق قبل الانسان بمدة لا يعلمها إلا الله وكان الجان بصنفيه الملائكة و الجن مختلطين و مستقرين بين السماء والارض وكان لصنف الجن مقاعد في السماء ليستمع ما يجري فيها لقوله تعالى في سورة الجن (وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ) وكلمة (كنا) تدل على أنه كان الجن مختلط بالملائكة في السماء وبعد عصيان الجن (المتمثل في ابليس) لأمر ربه حرم عليهم الاستماع ما يجري في السماء لقوله تعالى في نفس سورة الجن (فَمَن يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَّصَدًا) وكلمة (الآن) تدل على أن الاختلاط الجن بالملائكة منتهي ولا يسمح لهم بذلك وبالتالي لم تعد الملائكة والجن مختلطين في نفس المكان فاستقرت الملائكة في السماء واستقرت الجن في الارض و حرمت عليها السماء لقوله تعالى في سورة الجن (وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاء فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا) .
ولكن السؤال المطروح هو هل ابليس كان من صنف الملائكة أم كان من صنف الجن عندما كانوا مختلطين وقبل تحريم السماء على صنف الجن ؟ فأنا أرى والله أعلم أن ابليس من صنف الجن ولم يكن أبدا من صنف الملائكة وسأقوم بالتوضيح من خلال التحليل البياني للنصوص القرآنية وسنستعرض أول آية (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا)(الكهف) ومن خلال الآية يتبين من الظاهر أن الأمر بالسجود موجه للملائكة و قد أشرت من خلال التحليل السابق أن الملائكة كانت مختلطة مع الجن وبالتالي فإن الأمر بالسجود لم يكن حدثا منفصلا و مستقلا لكل صنف من الجان بمعنى والله أعلم كأنه قال للجان (ملائكة+الجن) اسجدوا للانس (آدم) فسجد صنف الملائكة إلا صنف الجن وواضح من الآية أن ابليس مختلط بالملائكة ونعلم أن الملائكة لها القدرة فطريا على الطاعة فقط ولا تستطيع أن تعصي أمر ربها أما الجن (ابليس) فله القدرة على الإختيار بين الطاعة والمعصية وكان ابليس قبل خلق آدم مخلوقا طائعا رغم أن فيه عنصر الاختيار أن يعصي فهذا الذي يحمل نفسه على الطاعة ولم يخالف أمر ربه وهو قادر على العصيان فأين تكون منزلته بالنسبة لمن لا اختيار له وأنه مجبور على الطاعة فقط ؟ فلا شك أن الذي له حرية الاختيار أن يطيع وهو قادر على العصيان أعلى منزلة من الذي هو مجبور بالطاعة وليس له القدرة على العصيان وبالتالي فابليس عندما كان طائعا كان أعلى منزلة بين الملائكة واكتسب إبليس صفة الملائكة فأصبح منهم لأن الأصل في أي مخلوق الطاعة والشهادة بالوحدانية للخالق سبحانه وتعالى ولذلك جاءت الآية في قوله تعالى ( وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر) فابليس رغم أنه من صنف الجن إلا أنه كان طائعا لأوامر ربه قبل خلق آدم و بحمل نفسه على الطاعة دون أن يعصي تساوى مع الملائكة واكتسب هذه الصفة فأصبح والله أعلم رسول للجن ومكلف بأمر إلاهي لتولي شؤونهم وقد نجد من البشر من يكتسب صفة الملائكة عندما يطيع أمر ربه ولا يعصيه أبدا مثل ما جاء في قوله تعالى في سورة يوسف (وقلن حاش لله ما هذا بشرا إن هذا إلا ملك كريم) فهل يمكن لنا في هذه الحالة أن نقول أن يوسف عليه السلام كان من صنف الملائكة ولم يكن من البشر بدليل هذه الآية ؟ فنحن نعلم أن يوسف عليه السلام من البشر ولكنه اكتسب صفة الملائكة من طاعة ربه وعدم الوقوع في السوء والفاحشة عندما راودته النساء عن نفسه فرغم شكله الجميل اختار الطاعة...
وأنا أرى والله أعلم كان لإبليس إسما خاصا به عندما كان طائعا و اكتسب اسم ابليس مباشرة بعد معصية أمر السجود بحيث نجد في القرآن عندما يذكر قصة السجود لآدم نجد اسم (ابليس) و(كلمة ابليس تعني مبعد كما جاء في قوله تعالى [فإذا هم مبلسون ] أي مبعدون ) ولكن مباشرة بعد أن وسوس (ابليس) لآدم وأخرجه من الجنة أصبح اسم (ابليس) شيطان وهذا هو الاسم الأخير ل(ابليس) وأصبح ينادى بالشيطان في القرآن لقوله تعالى ( فوسوس لهما الشيطان ليبدي لهما ما وري عنهما من سوءاتهما ) فالشيطان في الآية هو ابليس إلا أن صفة ابليس لم تعد له فأخذ صفة جديدة و اسما جديدا هو [الشيطان] وبهذا يكون (ابليس) قد مر بثلاثة مراحل حسب درجة طاعته فأخذ اسم (الملائكة) ثم اسم (إبليس) ثم اسم (شيطان) غير أن أصله لم يتغير وهو (صنف الجن) أي أن أصله من النار وهو من الجن وبهذا ابليس لم يكن من صنف الملائكة الذين هم خلق كرام لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون كما جاء في قوله تعالى في سورة النساء (لَّن يَسْتَنكِفَ الْمَسِيحُ أَن يَكُونَ عَبْدًا لِّلَّهِ وَلَا الْمَلَائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ ۚ) وفي سورة التحريم (عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ).
وقد جاء ذلك في النصوص القرآنية الصريحة التي تدل على وجود الجن وأن إبليس من صنف الجن وليس من صنف الملائكة ، ومنها قوله تعالى في سورة الكهف ( وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُوا لآِدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً ) وهذه الآية توضح بلا شك أن ابليس من صنف الجن وليس من صنف الملائكة والدليل قوله (أفتتخذونه وذريته) ونعلم أن صنف الملائكة ليست لهم ذرية فهم لا يتزاوجون فيما بينهم مثل الجن و الانس وقد جاء الاستثتاء في الآية لتوضح أن صنف من لم يسجد ليس من صنف من سجدوا لأن الاستثناء في هذه الحالة استثناء منفصل بمعنى جنس المستثنى منه قبل (إلا) ليس من جنس المستثنى بعد (إلا) وهذا النوع من الإستثناء هو الموجود بكثرة في نصوص القرآن كقوله تعالى [ لا يسمعون فيها لغوا ولا تأثيما إلا قيل سلاما سلاما ] واللغو و التأثيم ليس من جنس سلاما وجاء في النص القرآني (فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ إِلا إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنْ الْكَافِرِينَ) فسجد الملائكة كلهم أجمعون تأكيد على أنه لم يبق من الملائكة من لم يسجد ثم جاء استثناء ابليس مما يدل على أنه ليس من صنفهم وإذا قلنا أنه منهم سيكون تعارض بين نصوص القرآن والقرآن لا تعارض فيه والله أعلم
وخلاصة القول هو أن عصيان ابليس أمر ربه دليل قاطع على أنه ليس من صنف الملائكة التي هي فطريا لا تعصي أمر ربها فطاعة الله هي مفتاح التقرب إليه وأن المعصية هي مفتاح البعد عن الله ; وقد أدى إلى هذا الاختلاف بين الفقهاء و المفسرون في معرفة الحقيقة هي دخول الإسرائليات و الكتب المحرفة التي لا تكاد تخلو من تبديل وزيادة ونقصان والتي تخالف النصوص الصريحة في القرآن الكريم إلى الدين الإسلامي من أجل زعزعته وادخال الشك في نفوس المسلمين ويريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون والله تعالى أعلم
و هنالك معلومة خافية عن الكل وهي إن معنى الملائكة هو اسم غير مشتق لأنه مكون من عدد من أسماء صفاتهم وهي الطائعون ...العابدون المسبحون كان إبليس يتصف بتلك الصفات مما جعله ملاكاً بينهم. وفي ذلك درس عجيب وهو : عدم وجود التفاوت أدى لعدم التفرقة بين من كان مخلوقاً من نورومن كان مخلوقاً من نار . فقد كانت مهمتهم واحدة لا فرق بينهم. ولكن عند ظهور التفاوت وهو وجود خلافة لله أشعل نارالغيرة لأنهم كانوا يعتقدون أن الخلافة تشريف لا تكليف وهي ابتلاء وامتحان وشقاء. ولهذا أمرنا ربنا ألا نمد أعيننا لما عند غيرنا لأن ما عندهم فتنة وأن نقبل بما فسمه الله لنا لأن فيه الخير. أما وجود بشراً قبل آدم فأنا أخالفك الرأي والملائكة قالت قولها لأنها تعلم أن كلما خلق من تراب في الأرض (الحيوانات ) هم يسفكون دماء بعضهم البعض كما كانوا يعلمون أن كل الحيوانات المخلوقة من تراب ليس لها العقل الذي يجعلها تفهم تكليف الله لها وتعمل به ولهذا كانوا يستعجبون من أمر آدم كيف سيفهم التكليف ويعمل به وعقله محدود! ولهذا علم الله إبليس الأسماء وجعله يفوقهم علماً والدليل إن الله قال لهم إنه يعلم ما يبدون وما يكتمون (عالم السر والجهر). أما إبليس فلأنه مخلوق من النار التي تحرق ما حولها إن هبت عليه الرياح فقد خرج من وضعه الذي كان فيه عندما هبت عليه رياح الغيرة
و هنالك معلومة خافية عن الكل وهي إن معنى الملائكة هو اسم غير مشتق لأنه مكون من عدد من أسماء صفاتهم وهي الطائعون
...العابدون المسبحون كان إبليس يتصف بتلك الصفات مما جعله ملاكاً بينهم. وفي ذلك درس عجيب وهو : عدم وجود التفاوت أدى لعدم التفرقة بين من كان مخلوقاً من نورومن كان مخلوقاً من نار . فقد كانت مهمتهم واحدة لا فرق بينهم. ولكن عند ظهور التفاوت وهو وجود خلافة لله أشعل نارالغيرة لأنهم كانوا يعتقدون أن الخلافة تشريف لا تكليف وهي ابتلاء وامتحان وشقاء. ولهذا أمرنا ربنا ألا نمد أعيننا لما عند غيرنا لأن ما عندهم فتنة وأن نقبل بما فسمه الله لنا لأن فيه الخير. أما وجود بشراً قبل آدم فأنا أخالفك الرأي والملائكة قالت قولها لأنها تعلم أن كلما خلق من تراب في الأرض (الحيوانات ) هم يسفكون دماء بعضهم البعض كما كانوا يعلمون أن كل الحيوانات المخلوقة من تراب ليس لها العقل الذي يجعلها تفهم تكليف الله لها وتعمل به ولهذا كانوا يستعجبون من أمر آدم كيف سيفهم التكليف ويعمل به وعقله محدود! ولهذا علم الله إبليس الأسماء وجعله يفوقهم علماً والدليل إن الله قال لهم إنه يعلم ما يبدون وما يكتمون (عالم السر والجهر). أما إبليس فلأنه مخلوق من النار التي تحرق ما حولها إن هبت عليه الرياح فقد خرج من وضعه الذي كان فيه عندما هبت عليه رياح الغيرة